الخميس، 15 فبراير 2018

ا حكم من هادن الخوارج لواء الاقصى وتركهم يذهبون لخوارج البغدادي


السلام عليكم
ما حكم من هادن الخوارج لواء الاقصى وتركهم يذهبون لخوارج البغدادي !؟
علما انه تم مناظرتهم كما فعل ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج واقام عليهم الحجة؟





الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قتال الخوارج مثل أي قتال في الإسلام يشترط أن يغلب على الظن أن مصلحته أكبر من مفسدته ،بل هذا هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما لم يقتل رأس الخوارج ذا الخويصرة ،بالرغم من قوله صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث "لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد "ووردت في بعض طرق الحديث أن سبب عدم قتل ذي الخويصرة "لئلا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" ،وهكذا فعل علي رضي الله عنه في قتال الخوارج حين أخر قتالهم أول الأمر وقيل في سبب ذلك انشغاله بمعارك أخرى، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ما نصه "الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان . إذ ليس قتالهم بأولى من قتال المشركين والكفار ومعلوم أن ذلك مشروط بالقدرة والإمكان فقد تكون المصلحة المشروعة أحيانا هي التآلف بالمال والمسالمة والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة " ، فالحاصل أنه بالرغم أن استئصال الخوارج وقطع قرنهم واجب، إلا انه إذا غلب على الظن أن مفسدة هذا الاستئصال أكثر من مصلحته (مثل أن يؤدي قتالهم لكشف عورة المسلمين أمام الكفار وصيالهم عليهم ، أو يؤدي لعدد كبير من القتلى لا طاقة للمسلمين أهل العدل بتحمله)ووجدت طريقة أخرى لدفع شرهم أو تخفيفه أقل مفسدة في دين ونفس أهل العدل من الاستئصال، تعين اللجوء إليها، فإنه إذا كان الحد الواجب مثل حد السرقة و حد الزنا يؤخر للمصلحة (كما فصلنا في هذا قبل) ، وكما يؤخر القصاص كذلك لنفس السبب كما أخر علي رضب الله عنه القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه،فكذلك قتال الخوارج  و الله أعلم




الشيخ أبو الفتح الفرغلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
ما يلفظ ) أي : ابن آدم ( من قول ) أي : ما يتكلم بكلمة ( إلا لديه رقيب عتيد ) أي : إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها ، لا يترك كلمة ولا حركة ، كما قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )