الأحد، 7 يناير 2018

هل كل شخص يحمل غلواً يقال عنه خارجي؟

السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخواني جميعاً.........
مشايخنا الكرام.......
هل كل شخص يحمل غلواً يقال عنه خارجي
اي هل الخوارج فئة بذاتها مثل يأجوج ومأجوج مثلاً
ام هي طبع فردي يعلو بصاحبه ليصل لمرتبة الخوارج

الجواب :
العلة المؤثرة في إلحاق شخص أو طائفة ما بالخوارج، وهي تكفير المسلمين(أو بعضهم) بغير مكفر وقتالهم بناء على هذا، يقول ابن تيمية عن الخوارج
"فلإظهار القول(بتكفير المسلمين) ومقاتلة المسلمين عليه جاء فيهم ما لا يجيء فيمن هم من جنس المنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم” (منهاج السنة : ج3).،
وقد وضحت هذه المسألة بالتفصيل في رسالة منشورة بعنوان (مناط العلة في حكم الخوارج )
 الرابط   https://justpaste.it/13azw -
والصحيح المقطوع به كذلك، أنهم و إن كانوا خوارج فإنهم ليسوا كفارا، بل مسلمين مبتدعة عصاة، وذلك من وجهين ؛الأول: أن جماهير أهل العلم على أن الخوارج ليسوا كفارا وحُكي إجماعا ، يقول الخطابي "أَجْمَعَ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ ‏الْخَوَارِج مَعَ ضَلَالَتهمْ فِرْقَة مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَجَازُوا مُنَاكَحَتهمْ وَأَكْل ذَبَائِحهمْ ، وَأَنَّهُمْ لَا يُكَفَّرُونَ مَا دَامُوا مُتَمَسِّكِينَ بِأَصْلِ الْإِسْلَام .ا.هـ. " فتح الباري شرح صحيح البخاري،
وحكاه ابن تيمية إجماعا عن الصحابة راجع منهاج السنة(5\241).
والوجه الثاني: أن القلة من العلماء التي ذهبت إلى تكفير الخوارج ،لم يثبت أنهم  جعلوا العلة المؤثرة في نسبة طائفة للخوارج "تكفير المسلمين بغير مكفر وقتالهم على أساس ذلك" فبالتالي لا نستطيع التخريج على مذهبهم أن جماعة البغدادي خوارج (وإن أمكن تخريج وجوب قتالهم على مذهبهم بمناطات أخرى)، و لأن مسائل التكفير يجب فيها العمل بالأحوط، وما قرره أهل العلم "ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك"(مجموع فتاوى ابن تيمية 12/466)،
صار القول بتكفير جماعة البغدادي خطأ قطعا (وضّحت هذه المسألة بالتفصيل في رسالتين منشورتين ،الأولى: "مسألة: تكفير خوارج البغدادي"الرابط https://justpaste.it/13b01 ، والثانية  "تفسير علماء المسلمين لكلمة (يمرقون من الدين)الرابط  https://justpaste.it/13b06 فليراجعهم من أراد التفصيل).


المجيب : الشيخ أبو الفتح الفرغلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)
ما يلفظ ) أي : ابن آدم ( من قول ) أي : ما يتكلم بكلمة ( إلا لديه رقيب عتيد ) أي : إلا ولها من يراقبها معتد لذلك يكتبها ، لا يترك كلمة ولا حركة ، كما قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )